Tailored Logo

اختيار وكالة التسويق الأنسب: التعاون الناجح والفعَّال

٤ أبريل ٢٠٢٥

اختيار وكالة التسويق الأنسب: التعاون الناجح والفعَّال صورة

 

منذ بداية سلسلتنا حول“اختيار وكالة التسويق الأنسب”، كنا نتطلع بشغف لهذا المقال، لأننا نعتبره الأكثر أهمية في الرحلة بأكملها. وذلك لأن نجاح مشروعك وتحقيق النتائج التي تطمح إليها يعتمد أساسًا على موضوعه، وهو التعاون الفعَّال والناجح.

لذا، نصيحتنا لك هي أن تجعل هاتفك صامتًا، وتحضر ورقة وقلم، مع قهوتك الماتعة، وتأتي لنرى كيف يمكنك الاستفادة القصوى من التعاون بينك وبين وكالة التسويق التي اخترتها، وكيف يمكنك تحقيق النجاح من خلال هذا التعاون.

والآن، لنبدأ مُباشرة في الإجابة عن السؤال التالي: ما هي الطريقة الأمثل للتعاون والعمل مع وكالات التسويق؟

أولاً: الفهم الجيد للأدوار

من خلال خبرتنا، نعتبر أن هذه النقطة بالذات هي السبب في فشل أكثر من 50 % من حالات التعاون والتوظيف لوكالات التسويق، وذلك عندما يتوقع كل طرف من الآخر القيام بكل شيء، دون أن يفهم دوره بشكل صحيح.

لنقل إن كل طرف (أنت ووكالة التسويق) لديه نقطة قوة، ولديه معلومات قد لا تكون متاحة للآخر، ونقاط القوة هذه هي التي تحدد الأدوار بشكل صحيح.

أدوار الشركات

لنبدأ بك كشركة، أنت الخبير في منتجك، الخبير في جمهورك، الخبير في علامتك التجارية، وأنت الذي لديه الأهداف. وبالتالي، مسؤولياتك هي تحديد النقاط التالية بوضوح:

·   شرح تفصيلي لمنتجك أو خدمتك مع بيان النقاط الفريدة فيه

·   أهدافك التسويقية التي من أجلها عيَّنت وكالة التسويق

·   الرسالة التسويقية العامة التي ترغب في توصيلها من خلال حملتك التسويقية

·   الجمهور المستهدف الذي ستوجه إليه الحملة التسويقية

·   ميزانيتك التسويقية

المشكلة تبدأ دائمًا عندما تتراخى في إعداد هذه الأمور، ثم تطلب النتائج من الوكالة، وهو ما يدفع الوكالة للاجتهاد في تحديدها من وجهة نظرها، وهذا يعني ببساطة فشلًا كبيرًا ومضمونًا، لأن الطريق الذي ستسلكه على الأرجح ليس هو الطريق الذي تريده أنت.

أدوار الوكالة التسويقية

الوكالة هي الخبيرة في التسويق واستراتيجياته وتنفيذه. وبالتالي، تتلخص أدوار الوكالة التسويقية في الإجابة عن السؤال التالي: كيف يمكننا تحقيق أهدافك؟ (التي حددتها أنت، لاحظ هذا الأمر) وبالتالي، تتضمن أدوار وكالة التسويق:

·   إعداد الاستراتيجية والتكتيكات

·   إنشاء المحتوى

·   إدارة الحملات

·   تحليل النتائج

وبهذا، يكون لكل طرف منكم دور محدد وواضح، ومن هنا، يمكننا القول إن احتمالية نجاح التعاون بينكم قد وصلت إلى 50 %

ثانيًا: تحديد الأهداف والتوقعات

لننتقل إلى النقطة الثانية، والتي تجيب على السؤال التالي ببساطة: متى يمكننا اعتبار التعاون ناجحًا؟ بالطبع، لن نتمكن من الإجابة إلا إذا حددنا أهدافنا ونتائج التعاون أولًا وبدقة.

هناك نوعان من الأهداف والتوقعات، النوع الأول قابل للقياس، والنوع الثاني غير قابل للقياس. دعنا نبدأ بالأهداف القابلة للقياس.

الأهداف القابلة للقياس

الأهداف القابلة للقياس بسيطة، مثل طلبك من وكالة التسويق تحقيق مبيعات بقيمة معينة، أو جذب عدد معين من العملاء المحتملين، أو حتى رفع الوعي بالعلامة التجارية أو المنتج من خلال الوصول إلى عدد معين من الجمهور خلال فترة محددة.

من المهم جدًا أن تكون الأهداف القابلة للقياس أهدافًا موضوعية، أو كما يطلق عليها SMART، حتى تتمكن من القول بأنك قد حققتها أم لا.

الأهداف غير قابلة للقياس

هذا نوع آخر من الأهداف، فقد تحتاج أحيانًا إلى اللجوء إلى الوكالة لإنتاج عمل من الصعب قياس أثره مُباشرةً، مثل طلبك بإعداد استراتيجية تسويقية، أو إنتاج محتوى معين مثل التصميمات والكتابة وغيرها.

من الصعب قياس نتائج هذه الأعمال مُباشرةً، لذا؛ الحل هو تحديد معايير الجودة لهذا العمل. فإذا كنت مثلاً قد طلبت من وكالة التسويق أن تُنتج لك فيديو ترويجي وإبداعي، فمن الضروري أن تكون قد أعددت قائمة بمعايير الجودة التي تحدد بوضوح ماذا تعني كلمة “جيد” وما هي الشروط التي ستقبل على أساسها هذا الفيديو، وهكذا في جميع الأعمال التي لا يمكن قياسها أو التي من الصعب قياس أدائها مباشرةً.

ثالثًا: تحديد قنوات التواصل

التواصل الجيد والفعَّال هو الضمان الأساسي لكونك ووكالة التسويق على نفس الصفحة وتتقدمان في الاتجاه الصحيح دون عوائق. وإذا ظهرت أي تحديات، يمكنك التعامل معها بطريقة صحيحة وفي الوقت المناسب.

ومع ذلك، قنوات التواصل غالبًا ما تكون خطوة مهملة في أي اتفاق. والهدف هنا هو اختيار القناة التي تتميز بـ:

–   السهولة

–   السرعة

–   الوضوح

–   حفظ السجلات

العديد من الشركات تتواصل مع بعضها البعض عبر الواتساب، ورغم أن الواتساب قد يكون سهلًا وسريعًا، إلا أنه غير واضح ولا يحفظ سجلات التواصل، مما يعني أنه من الصعب قياس التقدم من خلاله. لذا، النصيحة دائمًا هي استخدام البريد الإلكتروني، أو أداة من أدوات إدارة المشاريع مثل: Trello أو Notion أو TickTick، أو أدوات إدارة فرق العمل مثل: Discord أو Slack أو Microsoft Team. هذه الأدوات والقنوات ستضمن لك إدارة فعالة للمشروع وتواصل فعال مع الطرف الآخر.

رابعًا: إعداد خارطة الطريق

بعد تحديد أدوار كل طرف وتحديد الأهداف وقنوات التواصل، نبدأ العمل. والبداية تكون بإعداد خارطة الطريق أو الـ Roadmap.

في خارطة الطريق، يُحدَّد كلَّا من:

–   الهدف والنتيجة النهائية

–   مراحل المشروع

–   أهداف ونتائج كل مرحلة

–   الوقت المتوقع لكل مرحلة

والهدف من كل ذلك هو مراجعة الأهداف أو استلام النتائج مرحليًا. وتُعتبر خارطة الطريق من أهم الأدوات العملية التي تضمن لك كشركة أن وكالة التسويق تتقدم بشكل صحيح نحو الأهداف. كما أنها تساعدك في التعرف بسرعة على أي مشكلة تتعلق بأداء وكالة التسويق، حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات التصحيحية بسرعة.

خامسًا: التقييم الدوري والموضوعي

رغم أن هذه النقطة جزء من خارطة الطريق، إلا أننا نذكرها هنا بشكل خاص بسبب أهميتها.

يجب أن يتضمن الاتفاق بينك وبين وكالة التسويق فترات زمنية محددة للمراجعة والتواصل. ويشمل التحديد أيضا طريقة ونوع هذا التواصل.

على سبيل المثال، قد يكون هناك تواصل أسبوعي عبر تقارير مكتوبة، وتواصل شهري عبر اجتماعات لمناقشة الإنجازات، وتواصل ربع سنوي كمحطة أساسية في خارطة الطريق التي أعددتها.

هذا التواصل الدوري يتيح لك تقييم الوكالة دوريًّا، ويحميك أيضًا من التشتت والتراخي والزحف الزمني للمشروع وغيرها من مشكلات إدارة المشاريع بشكل عام.

الأمر الهام هو أن يكون تقييمك موضوعيًا، وفي ضوء الأهداف وخارطة الطريق، وأن يكون هناك توصيات في نهاية كل تواصل تمثل أهداف اللقاء القادم أو المحطة القادمة.

خاتمة

بهذا، قد قدمنا لك ملخصًا للتعاون الناجح والفعال مع وكالة التسويق، والذي يبدأ بفهم الأدوار وينتهي بالتقييم، مرورًا بالأهداف والتواصل وخارطة الطريق.

يُعد فهمك وتطبيقك للنصائح التي ذكرناها في هذا المقال أمرًا ضرورًيا لك أكثر من وكالة التسويق، لأن الخسائر والضرر الذي قد ينتج عن فشل التعاون سيكون أكبر بالنسبة لك، لأنك الذي دفعت الأموال وأهدافك تأخرت وأنت الذي ستبدأ الرحلة من جديد للوصول إلى تعاقد جديد وناجح. لذا، من الضروري أن تأخذ هذا الموضوع بجدية شديدة.

تواصل معنا الآن

info@tailored.sa

اشترك في النشرة

اطّلع على أخبارنا عبر النشرة البريدية